جاءت هند إلى قرية الأطفال SOS قبل خمس سنوات مع أختيها.
تستذكر ماما ليالي وهي ام في SOS قائلة : ” لم يكن لديهم أحد، كانوا يطبخون لوحدهم ويعيشون في بيت غير صحي ليس فيه أثاث “.
عندما وصلت هند إلى SOS كانت خجولة جداً ولديها صعوبة في التعبير عن نفسها، لكن ذلك لم يستمر طويلاً إذ سرعان تمكنت من التكّيف مع حياة القرية، كانت هي المرة الأولى التي تشعرفيها بوجود أم وعائلة وبيت نظيف وآمن، على اثرها أصبحت مقربة جداً من الأم ليالي .
قالت هند وهي تبتسم : ” شعرت بأنها أمي”.
بمساعدة الأم ليالي وجدت هند وأختيها معنى الحب والحنان و الآمان الذي كانوا يفتقدونه.
وتوضح الأم ليالي: ” عندما جاءت هند للمرة الأولى إلى القرية، كان علي أن أكون صبورة جداً معها، وأشعرها بالأمان الذي كان ينقصها بالماضي فجلست معها وطمأنتها وتحدثت معها واحتضنتها، وضممتها في أنشطة القرية، كنت أنتظرهم بعد عودتهم من المدرسة وكانت تلك المرة الأولى التي ينتظرهم فيها أحد مما جعلهم يشعرون بالأمان”.
الشعور بالأمان والاستقرار والحب أكثر ما كانت هند بحاجة ٍ إليه، ورغم أنها لا زالت تبلغ 6 سنوات فقط إلا أنها كانت بحاجة إلى التعلم فلم تكن قد ذهبت إلى أي مدرسة من قبل. في البداية كان عليها الذهاب إلى الروضة لتعلم الأحرف، فالتحدي الأكبر هو جعلها بنفس مستوى الطلاب الأخرين الذين هم بنفس عمرها. مع دعم الأم ليالي ومساعدة معلمة الـSOS تم تحقيق هذا الأمر.
تقول هند وهي تتذكر أيامها الأولى في المدرسة: ” عندما ذهبت إلى المدرسة لم أكن أعرف كيف أقرأ أو أشارك في الصف في البداية كنت محرجة جداً، فكنت أحاول تقليد الطلبة الآخرين لكي أستطيع مجاراتهم”.
SOS قدمت لهند فرصة لحياة مليئة بالإمكانيات، لديها الآن أساسيات الحياة من بيت مريح وحياة صحية وتعليم وطعام صحي. بعيداً عن هذه الأساسيات، لديها الفرصة لتطوير نفسها،عندما جاءت كانت طفلة خجولة جدا لكنها الآن مع الحب والأمان الذي تقدمه الأم ليالي أصبحت قادرة على التعبير عن نفسها فقد تخطت الكثير من العقبات لتصبح بنفس مستوى الأطفال الذين هم بنفس عمرها، حتى أنها حصلت على أعلى العلامات في صفها السنة الماضية.
” كنت سعيدة للغاية عندما علمت بأنني حصلت على علامات جيدة، وكنت ممتنة جداً لأمي ليالي حيث انها ساعدتني وشجعتني كثيرا”
هند تستطيع الآن أن تفكر في مستقبلها :
” أريد ان اكون طاهية، فانا اراقب امي ليالي عندما تطبخ واستفسر منها لكي اكتسب مهارات الطبخ منها حتى استطيع ان اكون طاهية في المستقبل ”
ماما ليالي تعلم انه يجب عليها الاستمرار في دعم مستقبل هند من اجل ان تتطورليتسنى لها الحصول على الفرصة في العمل و في ان تكون انسانة مستقلة وبالغة وناجحة :
“من المهم جدا لهند الالتحاق بالجامعة، وانا فخورة بانها قد تحسنت في تعليمها وانا سوف استمر في تشجيعها على الدراسة والتطورحتى تتسنى لها الفرصة في الالتحاق بالجامعة”.
* تم تغيير اسم الطفلة وذلك لاغراض حماية الخصوصية
عائلة للمرة الأولى