fbpx

  ” كنت أعرف أن فاطمة تحتاج إلى دفعة من الثقة، وكونها الأكبر سناً في صفها من بين زملائها، كان من الصعب لها التأقلم معهم،  فهي بحاجة إلى رعاية خاصة، لذلك بحثت للعثور على مدرسة مناسبة أكثر لفاطمة في بيت لحم “.

فاطمة أبنة الثانية عشرة، طفلة تعيش في قرية الأطفال SOS  في بيت لحم،  جاءت فاطمة إلى القرية في عمر العاشرة، وكغيرها من الأطفال الذين يعيشون في قرى الأطفال SOS فلسطين، لم يكن هناك أي شخص يقدم لها الرعاية الأسرية في البيئة التي كانت تعيش فيها، وكان من المحزن لنا أن نكتشف بأن فاطمة لم تتلقى اي تعليم قبل مجيئها إلى القرية، حتى انها لم تكن تستطع الامساك بالقلم أو حتى القراءة.

ومع مجيء فاطمة إلى قرية الأطفال SOS بيت لحم، وعلى الرغم من تسجيلها في المدرسة، وتلقيها دروساً خصوصية بشكل يومي، إلا أن الواقع الذي كانت تعيشه في حينه ما زال صعباً، حيث أنها كانت في الصف الاول بعمر العاشرة وجميع الأطفال في صفها بعمر السبع والثماني سنوات.

تقول فاطمة: “لم أكن أحب المدرسة، كنت أشعر بالخجل كوني الأكبر سناً في صفي، وكان جميع الأطفال الآخرين أصغر سناً بكثير مني، لم أكن أشعر بأنني ذكية، فانا لم أستطع القراءة والكتابة مثل باقي الاطفال في صفي، كنت اخاف من الذهاب إلى المدرسة”.

عرفت ماما هناء، وهي ام فاطمة في القرية بأن الحل هو البحث عن مدرسة أخرى تناسب  حجم الصعوبات التي تواجهها فاطمة حيث تقول: ” كنت أعرف أن فاطمة تحتاج إلى دفعة من الثقة، وكونها الأكبر سناً في صفها من بين زملائها، كان من الصعب لها التأقلم معهم، فهي بحاجة إلى رعاية خاصة، لذلك بحثت للعثور على مدرسة مناسبة أكثر لفاطمة في بيت لحم “.

وهذا فعلاً ما حدث بعد سعي حثيث من ماما هناء، حيث تم تسجيل فاطمة في مدرسة سيرا التي تقدم التعليم الخاص للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، ومع بداية مواظبة فاطمة على الدوام في مدرسة سيرا، فقد بدأت بالتحسن وأصبحت متشجعة للذهاب إلى المدرسة، واكتسبت مزيداً من الثقة بنفسها. 

تقول فاطمة: ” أحببت المدرسة، المعلمات يتعاملون معي بلطف، والتعليم ممتع، إنني أشعر بانني ذكية، وأفضل شيء حدث أنه اصبح لدي أصدقاء ألهو وأقضي وقتاً ممتعاً معهم”.

حققت فاطمة العديد من النجاحات منذ انتقالها إلى مدرسة سيرا، لكن هنالك ما استوقف ماما هناء حيث تقول: ” في إحدى الأيام، وخلال عطلة الشتاء، دخلت فجأة إلى غرفة فاطمة، وفاجئني انها كانت قد بدأت بتسميع جدول الضرب بشكل صحيح! لم تكن فاطمة قد تعلمت ذلك في المدرسة بعد! فقد اكتشفت انها بدأت بتعلم جدول الضرب بنفسها قبل يوم، وعندما اخبرتها بأن جميع إجاباتها كانت صحيحة، بدأت بالقفز، وكانت جداً متحمسة لأنها استطاعت أن تفعل ذلك لوحدها! كنت سعيدة جدا لرؤيتي فاطمة تستمتع بالتعلم بعد كل ما مرت به من ظروف صعبة”.

ليس فقط للتعلّم، لحب التعلّم